تحويل المصانع إلى منشآت ذكية: خطة سعودية لرفع التنافسية الصناعية حتى 2030

11 ديسمبر 2025
منة الله جمال
تحويل المصانع إلى منشآت ذكية: خطة سعودية لرفع التنافسية الصناعية حتى 2030

تحويل المصانع إلى منشآت ذكية: خطة سعودية لرفع التنافسية الصناعية حتى 2030


تتحرك السعودية بخطوات واسعة نحو تعزيز قدراتها الصناعية، عبر تبني برامج نوعية تستهدف بناء اقتصاد متقدم قائم على التكنولوجيا والابتكار. وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية، عبر مركز التحول الصناعي، عن خطة شاملة لتحويل *4000 مصنع* إلى *منشآت ذكية* تعمل وفق معايير *الثورة الصناعية الرابعة*، في خطوة تعد من أكبر مشاريع التحول الصناعي في المنطقة.


المبادرة الجديدة تستهدف رفع جاهزية *30% من المصانع الحالية* و*60% من المصانع الجديدة* للوصول إلى مستويات متقدمة من التحول الرقمي، وهي مستويات تعتمد على أنظمة ذكية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة. يهدف هذا التحول إلى رفع كفاءة الإنتاج، تقليل الهدر، وتمكين قطاع التصنيع من المنافسة عالمياً، خصوصاً مع التسارع الكبير في تبني تقنيات الصناعة 4.0 حول العالم.


ويسعى مركز التحول الصناعي إلى تحقيق هدف استراتيجي يتمثل في الوصول إلى *10–20 منارة صناعية* معتمدة عالمياً بحلول عام 2030. والمنارة الصناعية هي مصنع يتم تصنيفه دولياً كمثال متقدم في تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، ويعمل عبر أنظمة رقمية متكاملة تشمل الروبوتات، إنترنت الأشياء، البيانات الضخمة، والتشغيل الآلي الذكي. وجود مثل هذه المنارات في السعودية يعزز مكانتها ضمن الاقتصاد الصناعي العالمي ويجعلها مركزاً إقليمياً للتقنيات المتقدمة.


وتأتي هذه الخطة ضمن مسار شامل تدعمه رؤية السعودية 2030، التي تركز على تعزيز القيمة المضافة في قطاع الصناعة، وتنويع الاقتصاد، وزيادة مساهمة التصنيع المتقدم في الناتج المحلي. فمع توسع الاستثمارات الصناعية، يصبح التحول إلى *المصانع الذكية* ضرورة وليست رفاهية، نظراً لدورها في خفض التكاليف التشغيلية، وزيادة الإنتاجية، وتحسين جودة المنتجات.


وتشير دراسات اقتصادية إلى أن تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة يساهم في رفع الكفاءة بنسب تتجاوز 30%، وخفض الأعطال بنسبة تصل إلى 50% بفضل الصيانة التنبؤية. كما يتيح الاعتماد على الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات التشغيلية بشكل لحظي، مما يساعد في اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة، وهو ما يجعل المصانع السعودية قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية.


كما تعمل وزارة الصناعة على دعم المصانع الصغيرة والمتوسطة لتبني التحول الرقمي، عبر برامج تمويلية، ودعم تقني، وتوفير منصات تدريب متقدمة. هذا الدعم يسهم في توسيع قاعدة التصنيع المعتمد على التكنولوجيا، ويضمن انتقال الشركات إلى نماذج صناعية أكثر استدامة.


وتبرز المبادرة أيضاً كجزء من توجه أوسع نحو بناء بيئة صناعية متقدمة، تعتمد على التكامل بين البيانات وتقنيات الأتمتة، وتعمل على خلق وظائف نوعية في مجالات الروبوتات، الأمن السيبراني، التحليل الرقمي، وتطوير الأنظمة الذكية. ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطة في خلق جيل جديد من الكفاءات الوطنية القادرة على قيادة مستقبل الصناعة في المملكة.


وبشكل عام، يعكس مشروع تحويل *4000 مصنع* إلى *منشآت ذكية* التزام السعودية بتسريع وتيرة التطور الصناعي، وبناء نموذج مستدام يعتمد على الابتكار. ومع الوصول إلى *منارات صناعية* معتمدة عالمياً، تقترب المملكة من تحقيق هدفها بأن تصبح قوة صناعية رائدة، ومركزاً محورياً لتقنيات *الثورة الصناعية الرابعة* في الشرق الأوسط.


💼 مع أطيب التحيات

شركة شمال الحجاز للتوظيف

تابعنا على قناة الواتساب لمعرفة كل جديد 👇🏻

https://whatsapp.com/channel/0029Vb6IR8Y2ER6ppUecBG3h