تُعد عائلة المهيدب واحدة من أبرز أُسر التجارة والاستثمار في المملكة العربية السعودية، إذ أسهمت عبر أجيالها في تأسيس وتطوير مجموعة أعمال ضخمة تمتد من تجارة المواد الغذائية إلى قطاعات متنوعة تشمل الصناعة، العقار، التمويل والبنية التحتية، ما جعل اسمها علامة بارزة في عالم الأعمال السعودي والخليجي.
الأصول والنشأة
ترجع أصول عائلة المهيدب إلى جذور عربية أصيلة تمتد إلى قبائل بني تميم، وقد اشتهرت العائلة بالحفاظ على تقاليدها وقيمها الاجتماعية العميقة، كما تواجد أفرادها عبر مناطق مختلفة في السعودية والمنطقة الخليجية.
البداية العملية: عبدالقادر المهيدب
أسس عبدالقادر بن عبدالمحسن المهيدب المجموعة العائلية في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي، عندما بدأ نشاطه في تجارة المواد الغذائية والسلع الأساسية، قبل أن يتوسع تدريجيًا في مجالات تجارة مواد البناء وتوزيع المواد الاستهلاكية.
تطور الأعمال وتأسيس المجموعة
شهدت شركة المهيدب تطورًا كبيرًا منذ تأسيسها في عام 1943، حيث حولها الأب المؤسس من متجر للسلع الأساسية إلى مجموعة استثمارية ضخمة تضم اليوم العديد من الشركات في قطاعات متعددة، بما في ذلك الغذاء، الصناعة، العقار، الطاقة والتمويل.
مجالات الاستثمار والقطاعات التشغيلية
اليوم، تُعرَف مجموعة المهيدب (Al Muhaidib Group) كواحدة من أكبر الشركات العائلية في الشرق الأوسط، وتستثمر في مجموعة واسعة من القطاعات:
- المنتجات الاستهلاكية والغذاء: من خلال شركات توزيع المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والحبوب والتعاون مع علامات تجارية مميزة.
الصناعة والبنية التحتية: تشمل قطاع البناء وتوزيع مواد البناء والحديد والخدمات الصناعية.
العقارات: تطوير المشاريع السكنية والتجارية ضمن خطط التنمية الحضرية في السعودية.
التمويل والاستثمار: تشمل الحصص في شركات مدرجة في أسواق المال، واستثمارات في قطاعات مالية متعددة.
الجيل الحالي: قيادة سليمان وعماد المهيدب
بعد وفاة المؤسس، تسلم أبناء عبدالقادر إدارة الأعمال، وعلى رأسهم سليمان المهيدب الذي يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة، وعماد المهيدب نائب الرئيس، بالإضافة إلى مشاركتهم في ملكية المجموعة مع عدد من أفراد العائلة.
ويُعد سليمان من بين أغنى رجال الأعمال العرب، إذ يمتلك حصة كبيرة في المجموعة ويقود توجهها نحو تنويع الاستثمارات وتعزيز تواجدها الإقليمي والدولي.
تأثير العائلة ومكانتها في الاقتصاد السعودي
تُصنف مجموعة المهيدب ضمن أهم 100 شركة عائلية في الشرق الأوسط، وقد أثبتت نجاحها في توسيع أعمالها بشكل مستدام، مع امتلاك حصص في أكثر من 16 شركة مدرجة في الأسواق المالية السعودية والمصرية.
الأعمال العلمية والاجتماعية
لم تقتصر مساهمات العائلة على الجانب الاقتصادي فقط، بل امتدت إلى العمل الاجتماعي من خلال مؤسسة المهيدب لخدمة المجتمع التي تعمل على دعم مشاريع ذات أثر إنساني وخدمة المجتمع، بما يعكس القيم التي تبنتها العائلة منذ تأسيسها.
الخلاصة
ترمز عائلة المهيدب إلى قصة نجاح تجارية وعائلية سعودية بامتياز، بدأت من تجارة بسيطة إلى تأسيس واحدة من أكبر المجموعات الاستثمارية في المنطقة، مع التزام قوي تجاه المجتمع وتنمية الموارد البشرية والاقتصادية، لتظل علامة بارزة في الاقتصاد السعودي الحديث.